الأربعاء، 17 أبريل 2013

الركن الوصفي في العربية ...بين الفرضية المعجمية والفرضية التحويلية



الركن الوصفي في العربية*


بين الفرضية المعجمية والفرضية التحويلية






د.الشريف عمر ميهوبي



















*مقال منشور في:  مجلة الدراسات اللغوية؛ مجلة علمية أكاديمية – مختبر الدراسات اللغوية- جامعة قسنطينة، ع/3، السنة 2005 م. الجزائر
الجزء الثاني من المقال: جملة الصلة والرابط الموصولي

جملة الصلة والرابط الموصولي

جملة الصلة والرابط الموصولي: الموصول لا يتم إلا بالصلة، والصلة لا تتم إلا بجملة، وإذا وقعت الصلة شبه جملة قدر لها النحاة فعلا تتعلق به، وليس وصفا مشتقا، وذلك حتى لا تكون الصلة اسما مفردا، واشترطوا في جملة الصلة، ما اشترطوه في جملة الصفة والخبر، أن تشتمل على ضمير عائد يربطها بالموصول، وأن يكون الضمير العائد مطابقا للموصول.
وقد يحذف العائد من الصلة، تخفيفا، لطول الصلة، وللعلم به، ويرى النحاة أن حذفه أكثر وأحسن من حذفه في النعت، وقد جاء الأمران في القرآن الكريم، قال تعالى: {أهذا الذي بعث الله رسولا} (الفرقان/41) أي: بعثه، وقال: {كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} (البقرة/275)، فذكر العائد وهو الهاء في (يتخبطه).(20)
ولكن هناك من الدارسين القدامى والمحدثين من لم يتوقف عندحدود التفسيرالذي أعطي للموصول وصلته،  بل تعداه إلى اعتبارأن الموصول مجرد رابط بين جملتين مستقلتين، ويستعاض به في الوقت نفسه عن تكرارالأسماء الظاهرة،  وأن جملة الصلة هي جملة نعت، خصصتها العربية لنعت المعرفة،  كماخصصت جمل النعت الأخرى لنعت النكرة،  وقدصنف الرابط الموصولي مع أسماء الإشارة  ضمن الضمائر والكنايات عند عدد من الدارسين المحدثين.(21)     
كما أكد بعض النحاة أن (الذي)  إنما أتي بها توصلا إلى وصف المعارف بالجمل يقول ابن جني: ((ومن ذلك أنهم لما أرادوا أن يصفوا المعرفة بالجملة كما وصفوا بها النكرة،  ولم يجز أن يجروها لكونها نكرة، أصلحوا اللفظ بإدخال (الذي) لتباشر بلفظ حرف التعريف المعرفة،  فقالوا:  مررت بزيد الذي قام أخوه،  ونحوه.)).(22) 
وفي السياق نفسه يقول عبد القاهر الجرجاني: (( فمن ذلك قولهم: إن (الذي) اجتلب ليكون وصلة إلى وصف المعارف بالجمل كما اجتلب (ذو) ليتوصل به إلى الوصف بأسماء الأجناس؛  يعنون بذلك أنك تقول:  مررت بزيد الذي أبوه منطلق،  وبالرجل الذي كان عندنا أمس.  فتجدك قد توصلت بالذي إلى أن أبَنْتَ زيدا من غيره بالجملة التي هي قولك:  (أبوه منطلق) ولولا (الذي) لم تصل إلى ذلك. كما أنك تقول: مررت برجل ذي مال؛ فتتوصل بذي إلى أن يبين الرجل من غيره بالمال، ولولا (ذو) لم يتأت لك ذلك إذ لا تستطيع أن تقول:  برجل مال )).(23)
كما عدها بعض الدارسين المحدثين رابطا جئ به لربط جملة الصلة بمنعوتها المعرفة، وفي ذلك يقول د. تمام حسان: ((وقد يكون الربط بالموصول عند إرادة وصف المرجع بصفة تدل على مدحه أو ذمه،  ودليل صحة الربط بالموصول أيضا أن يصح لضمير الغيبة أن يعاقبه في موقعه، وهذه المعاقبة هي التي دعت البلاغيين إلى تسمية هذه الظاهرة (الإظهار في مواطن الإضمار)، ولكن المسألة كما يتضح ليست مسألة إظهار، ولا اسم ظاهر، وإنما هي اختبار ضمير موصول يحل في موقع ضمير شخص بسبب مطابقة القصد، واختلاف اللفظ، وكلا الضميرين في النهاية عوض عن إعادة الذكر،  التي ذكرنا أنها الأصل في الربط)).(24)
والربط لا يكون عن طريق الموصول الاسمي فحسب، بل يكون كذلك عن طريق الموصول الحرفي (ال) الذي يرى بعض النحاة أنه اسم في صورة الحرف، والوصف بعده فعل في صورة الاسم. حيث يقول ابن يعيش: ((فأما الألف واللام فتكون موصولة بمعنى الذي في الصفة نحو اسم الفاعل، واسم المفعول: تقول: هذا الضارب زيدا، والمراد: الذي ضرب زيدا. وهذا المضروب، والمراد الذي ضرب أو يُضْرَبُ. وذلك أنهم أرادوا وصف المعرفة بالجملة من الفعل،  فلما لم يكن ذلك لتنافيهما في التعريف والتنكير، توصلوا إلى ذلك بالألف واللام وجعلوها بمعنى الذي بأن نووا فيها ذلك ووصلوها بالجملة، كما وصلوا الذي بها، إلا أنه لما كان من شأنها أن لا تدخل إلا على اسم حولوا لفظ الفعل إلى لفظ الفاعل أو المفعول، وهم يريدون الفعل فإذا قلت الضارب فالألف واللام اسم في صورة الحرف،  واسم الفاعل فعل في صورة الاسم)).(25)
وقد أورد ابن يعيش – تأكيدا للفرضية السابقة – أبيات من الشعر، دخلت فيها (ال) على الفعل، حيث يقول: ((ويؤيد ما ذكرناه أن الشاعر قد يضطر فيدخل الألف واللام على لفظ الفعل من غير أن ينقله إلى اسم الفاعل وما أقله. قال الشاعر:
فَيُسْتَخْرَجُ اليَرْبُوعُ مِنْ نَافِقَائِهِ                ومن جُحْرِهِ ذي الشَّيْخَةِ اليَتَقَصَّعُ
وقال الآخر:
          يقولُ الخَنَا وأَبْغَضُ العُجَمِ نَاطِقًا             إلى رَبِّهِ صَوْتُ الحِمَارِ اليُجَدَّعُ
        والمراد الذي يقتصَّعُ والذي يُجَدَّعُ )).(26)
ولعل دخول (ال) على الفعل مباشرة يمثل ركاما لغويا لمرحلة من مراحل العربية كان يستخدم فيها (ال) الموصولة مع الفعل مثلها مثل الموصول الاسمي، ثم خصص الوصف المشتق بها؛ كاسم الفاعل  واسم المفعول ...الخ .
ويؤيد أحد الباحثين رأي ابن يعيش السابق، حيث يقول: (( وأرى أن هذا واضح في تحول البناء الظاهري من البنية الأساسية ... ولعل ما يؤكد صدق كلام ابن يعيش أن (ال) وردت في بعض الشواهد داخلة على الجملة الاسمية والفعل المضارع وشبه الجملة، ولا تزال بعض اللهجات المعاصرة تدخلها على الفعل )).(27)
وقد أكد هذه الفرضية ابن هشام في معرض حديثه عن استخدامات (ال) حيث يرى أنها تأتي اسما موصولا بمعنى الذي وفروعه، ويكون دخولها على الوصف المشتق بشكل عام، وقد تأتي مقترنة بالظرف أو الجملة الاسمية، أو الفعلية التي فعلها مضارع، وهذا يبعد عنها وظيفة التعريف، وقد مثل لذلك بقول الشاعر:(28)
من لا يزال شاكرا على المَعَهْ       فَهْـوَ حَرٍ بعيشة ذاتِ سَعَهْ
ويقول الآخر:
          من القوم الرّسولِ الله مِنْهُمْ         لهم دَانت رقاب بني معدِّ.
يستنتج مما سبق أن الركن الوصفي (أداة + وصف مشتق) محول عن اسم موصول وصلته، وأنه ينبني  في وجوده على ركن اسمي يكون مصاحبا له في الظاهر، أو يكون مقدرا، مرتبطا به عن طريق (ال) الموصولية، والضمير العائد من الوصف الداخلة عليه. يقول ابن يعيش: (( وأما قولهم إنه يعود إليها الضمير من الصفة، فلا تقول إن الضمير يعود إلى نفس الألف واللام، بل تقول إنه يعود إلى الموصوف المحذوف لأنك إذا قلت: مررت بالضارب، فتقديره: مررت بالرجل الضارب، فالضمير يعود إلى الرجل الموصوف المحذوف لأنه في حكم المنطوق به، وتارة تقول إنه يعود على مدلول الألف واللام وهو الذي فاعرفه)).(29)
وإذا افترضنا أن الركن الوصفي محول عن ركن موصولي، فهل يكون الركن الموصولي، كذلك،  محولا عن شيء آخر،  بحكم أنه موصول بغيره تابع له؟
إن وظيفة الموصول في اللغة تكمن في تعويضه للأسماء المعرفة الظاهرة، وينوب عنها في حال خلو التركيب منها، ويوصلها بغيرها، أو يوصل غيرها بها لتصير جزءا منها، إذ يصبح الركن الوصفي المسبوق بـ (ال) الموصولية، مثلا، متضمنا داخل الركن الاسمي الذي انبنى على أساسه، وصار تابعا له موصولا به، بواسطة (ال). وكذلك الشأن بالنسبة لجملة الموصول،  التي هي في حقيقتها جملة صفة،  تعود على الركن الاسمي،  موصولة به بواسطة (اسم الموصول).  والاسم الموصول في حقيقته ليس اسما بل هو مجرد أداة وصل استعانت بها اللغة لربط تركيب بتركيب،  أو لربط ركن وصفي بركن اسمي فيتبعه.  ومتى كان الكلام جملة واحدة كان أولى من جعله جملتين بلا فائدة،  كما يرى أبو البركات الأنباري.(30)
          كذلك إن من سمة الموصول الإبهام، فهو لا يدل على ما تدل عليه الأسماء في عالم الواقع، ولا ما تدل عليه في عالم التجريد، وهو في ذلك لا يختلف عن الضمائر، وأسماء الإشارة، وغيرهما من الكنايات. ودوره لا يختلف عن دور أدوات الوصل والربط في وصل جملة بجملة، أو ربط جملة بأخرى، تكون إحداهما أساسية والثانية تابعة لها. بحيث يتركب منهما جملة تؤدي دلالة أوسع مما كانت عليه في كل جملة مستقلة عن الأخرى.
ولعل هذا ما  أراده  ابن  يعيش  بقوله: (( يمكن أن يقال إن الشيئين إذا تركّبا حدث لهما بالتركيب معنى لا يكون في كلِّ واحد من أفراد ذلك المركّب )).(31)
وإذا ما تم فك قيد الرابط الموصولي وتبعيته صار لدينا جملتان مستقلتان لا يربط بينهما رابط إلا إذا اقترنتا عن طريق الموصول. ولإظهار أهمية الرابط الموصولي يمكن التمثيل بالجمل التالية:
1-               الولدُ الناجح مجدٌّ .
2-               جاء الولد المضروب .
3-               جاء الضارب زيدا .
4-               جاء الولد الذي ضربته .
5-               جاء الولد الذي أخوه مسافر .
6-               المنتصرُ أقبل .
7-               الذي سلمت عليه رجلٌ .
8-               الولد هو الناجح .
          إن الجمل من (1–8) ينظر إلى كل جملة منها على أنها جملة واحدة مستقلة، تتألف من العناصر الأساسية للإسناد، وهذا وفقا للتركيب الظاهر، أما في التركيب المستتر فإنها تعود إلى جملتين تحولتا عن طريق الموصول إلى جملة واحدة كما يبدو في الظاهر، وهذا ما يمكن ملاحظتهُ عند تفكيك تلك الجمل وإعادة بنائها، وذلك من خلال ما يلي:
1- الولد الناجح مجدٌّ.           
الولد نجح / الولدُ جدَّ
الولدُ /الولدُ نَجَحَ جدَّ
الولد الذي نجح جدَّ     
الولدُ الناجحُ مجدٌّ.
ويمكن التمثيل لهذه الجملة من خلال المشجرات التالية :
   

   (ج) 1



مسند إليه                                      مسند


ركن اسمي                 ركن وصفي



تعريف              اسم      موصول حرفي وصف
   


ال                ولد         ال                       ناجح             مجـد

(ج) 1 – 1



                

  
     جملـــة                                                 جملـــة



مسند إليه                مسنـد                        مسند إليه                    مسنـد


                  
الولد                       نجح                          الولد                     جــد

(ج) 1 – 3


                  

 

مسند إليه                                      مسند


ركن اسمي                           ركن وصفي



تعريف                    اسم       رابط موصولي           فعل
                                               



 ال                      ولد        الذي                  نجح          جد

2- جاءَ الولدُ المضروبُ
جاءَ الولدُ /أحدُهُم ضَرَبَ الولدَ            
جاءَ الولدُ / ضُرِبَ الولدُ
جَاءَ الولدُ / الولدُ ضُرِبَ                              
جاءَ الولدُ الذِي ضُرِبَ             
جاءَ الوَلَدُ المَضْرُوبُ .
3- جاءَ الضاربُ زيدًا            
جَاءَ أَحَدُهُمْ / أَحَدُهُمْ ضَرَبَ زَيْدًا
                             جَاءَ"أَحَدُهُمْ الذِي ضَرَبَ زَيْدًا              
 جَاءَ الذِي ضَرَبَ زَيْدًا             
جَاءَ الضَّارِبُ زَيْدًا.
4- جَاءَ الوَلَدُ الذِي ضَرَبْتُهُ.               
جَاءَ الوَلَدُ / أنا ضربَ الولدَ
جَاءَ الوَلَدُ/ ضَرَبتُ الولدَ
جَاءَ الوَلَدُ / الوَلَدُ ضَرَبْتُهُ          
جَاءَ الولدُ الذِي ضَرَبْتُهُ .
5- جاء الولد الذي أخوه مسافرٌ .
جَاءَ الوَلَدُ / أَخُو الولدِ مسافرٌ              
جَاءَ الولد /الولدُ أخُوهُ مسافرٌ              
جاءَ الوَلَدُ الذِي أَخُوهُ مسافرٌ
6- المنتصرُ أقبل .
 أَحَدُهُمْ انتصَرَ / أَحَدُهُمْ أقبلَ              
أَحَدَهُمْ / أَحَدَهُمْ انتصَرَ أقبلَ        
 أَحَدُهُمْ الذِي انتصَرَ أقبلَ      
الذِي انتصَرَ أقبلَ         
 المنتصرُ أقبلَ .
7- الذِي سَلَمتُ عَلَيْهِ رَجَلٌ .
 سلَّمتُ عَلَى أَحَدِهِمْ /  أَحَدُهُمْ رَجُلٌ                
أَحَدُهُمْ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ / أَحَدُهُمْ رَجُلٌ            
 أحدُهُمْ / أحدُهُمْ سلَّمْتُ عَلَيْهِ رَجُلٌ                          
  أَحَدُهُمْ الذِي سَلَّمْتُ عَلَيْهِ رَجُلٌ      
الذِي سلَّمْتُ عَلَيْهِ رَجُلٌ .
8- الولدُ هو الناجحُ .
الولدُ هو أَحَدُهُمْ / أَحَدُهُمْ نَجَحَ             
الوَلَدُ هُوَ أَحَدُهُمْ الذِي نَجَحَ                         
الولدُ هو الذِي نَجَحَ               
الوَلَدُ هو النَّاجِحُ .
إنه من خلال عملية التفكيك وإعادة البناء للجمل السابقة تبدو لنا المراحل التي مرت بها كل الجمل من خلال مستوييها الظاهر والمستتر، حيث تظهر في المستوى المستتر بجملتين مستقلتين، تحولتا بعد ذلك عن طريق الرابط الموصولي إلى جملة واحدة كما تبدو في المستوى الظاهر.
وقد أكد مثل هذا التصور الدكتور داود عبده، حيث يقول: ((فجملة مثل:"جاء الرجل الذي ضرب أخاك"، تتألف في الواقع من جملتين: الجملة الأساسية  "جاء الرجل" والجملة الصفة  "ضرب الرجل أخاك".  وكذلك تتألف جملة  "جاء الرجل الذي ضربه أخوك"  من الجملة الأساسية "جاء الرجل" والجملة الصفة "ضرب أخوك الرجل" .  وجملة "جاء الرجل الذي جدع أخوك أنفه"  تتألف من الجملة الأساسية" جاء الرجل"  ومن الجملة الصفة "جدع أخوك أنف الرجل"... الخ .
و"الضمير العائد" في الجملة السابقة ليس إلا الضمير الذي يحل محله كلمة "الرجل" الثانية في تلك الجمل،  ومن المعروف أن وظيفة الضمير الأساسية في اللغة هي أن يحل محل الاسم تجنبا للتكرار،  فبدلا من "جاء الرجل والرجل الآن في البيت"  يقال:"جاء الرجل وهو الآن في البيت"...  وهكذا في "الجملة الموصولية":  بدلا من "جاء الرجل الذي أعطيت الرجل الكتاب" يقال: "جاء الرجل الذي أعطيته الكتاب" )).(32)
والجمل السابقة يمكن أن ينظر إليها على أنها جمل موسعة. فهي في تركيبها المستتر تتألف من جملتين،  إحداهما أساسية وهي الأولى،  والأخرى أضيفت إليها لتوسيعها، ولا يكون ذلك إلا عن طريق العائد ( Récursif ) في القواعد التوليدية التحويلية، وهو العنصر الذي يظهر على يمين السهم،  وعلى يساره في الوقت نفسه،  وفقا للقاعدتين التاليتين :
1- ج          أب .
          حيث (ج)  هو العنصر اللغوي  الذي يتم التوليد منه أو هو الجملة،  والرمزان
( أ، ب)  يمثلان العناصر التي يعاد كتابه الجملة عن طريقها.
2- ج          أ (ج) ب.
          حيث (ج) في القاعدة الثانية هي العنصرالمكرر أو العائد، الذي يظهر على يمين السهم وعلى يساره. وعن طريقه يمكن توليد جملة من جملة أخرى. وهذا ما تم في الجمل السابقة.
          وعن طريق العائد يمكن توليد عدد من الجمل لا حصرله. وذلك باشتقاق جملة وإضافتها في كل مرة إلى الجملة السابقة عليها،  ويمكن توضيح ذلك بشكل مجرد من خلال تطبيق القاعدتين السابقتين،  بحيث يتم في كل مرة إحلال القاعدة (1) في القاعدة (2)، وذلك على الشكل التالي:
1- ج            أ ب
2- ج            أ (ج) ب
     ج            أ (أ ب) ب            أ أ ب ب
               ج            أ ( أ (ج) ب)ب            أ(أ (أب) ب) ب            أأأ ب ب ب
               ج            أ(أأج ب ب) ب            أ(أأأ ب ب ب)ب        أأأأب ب ب ب
                                ج             أ(أأأ ج ب ب ب)ب            أ(أأأأ ب ب ب ب)ب                                                     أأأأأ ب ب ب ب ب .
وهكذا عن طريق القاعدة (1) تعاد كتابة (ج) عن طريق الرمزين (أ ، ب)، وعن طريق القاعدة (2) تعاد كتابة (ج) عن طريق (ج) مرة ثانية، وداخل الرمزين " أ ، ب" .
ومن خلال تطبيق هاتين القاعدتين، بصورة متتابعة، يمكن توليد عدد لا حصر له من التتابعات، التي ترمز إلى جمل اللغة.(33)
ويمكن تصور طريقة التفريع والتوليد عن طريق العائد من خلال التتابع اللغوي التالي: ((الرجل الذي أعرفه يملك بيتا قرب عمله، وهو البيت الذي اشتراه من عند صديقه في السنة الماضية،كما يملك سيارة اشتراها من شخص آخر يملك محلا بشارع كذا المتفرع من شارع كذا الموجود في ميدان كذا بمدينة كذا، المزدحمة بالسكان الذين يبلغ عددهم كذا، والذين يتزايدون، في السنة الواحدة بنسبة كذا، والذين يبلغ دخل كل فرد منهم في السنة كذا. حيث يعيشون حياة رخاء واستقرار و......... إلى غير ذلك)).


(20)  - انظر: شرح المفصل 3 / 151 – 152 .
(21) - انظر: من أسرار اللغة د. إبراهيم أنيس 290 – 272 - واللغة العربية معناها ومبناها د / تمام حسان 108– 113 .   وفي النحو العربي، قواعد وتطبيق، د. مهدي المخزومي 46 – 55.
(22)   - الخصائص 1 / 321 – وانظر معه: شرح المفصل 1 / 53، 3 / 154.- والأشباه والنظائر 1 / 391 .
(23)    - دلائل الإعجاز 154
(24)  - البيان في روائع القرآن 122 – 123.
(25)  - شرح المفصل 3 / 143 .
(26)  - السابق 3 / 143 – 144.
(27)  - في بناء الجملة العربية 278 .
(28)  - انظر: مغنى اللبيب 71 – 72 .
(29)  - شرح المفصل 3 / 144 – وانظر معه: شرح الكافية 2 / 37 – 38 .
(30)  - انظر: الإنصاف في مسائل الخلاف 1 / 264 .
(31)  - شرح المفصل 1 / 85 .
(32)  - أبحاث في اللغة العربية 67
(33)  -  انظر في هذا المجال :
-          N. chomsky : structures syntaxiques, p : 24 – 25, 34 – 35 .
-          N. Ruwet : introduction à  la grammaire générative, p : 47 – 49 .
- والألسنة التوليدية والتحويلية ( النظرية الألسنية ) 126 – 127.