العناقُ الأبدي*
إلى كل من حوّلوا يباب هذه الأرض إلى خضيلة نديّة غنّاء ترقص فيها السنابل وتغنّي على رباها البلابل... إلى كل من عزفوا لحن الوطن نشيدا ... شكّلوا منه سمفونية وجوده المتناغمة. إلى كل من جرّدوا القلم فحرّكوا الهمم ليرفع العلم ...
العناقُ الأبدي
مِنْ فَيْضِهَا صَوْتُكَ الشَّادِي الَّذِي
أَسْمَعَا
وَغُصْـنُكَ النَّدِيُ الَّذِي غَـدَا أَيْنَـعَا
تُحِيكُ مِنْ شَقْشَقَاتِ الْفَجْرِ مَلْمَـحَهَا
تَمُـدُّهَا مِنْ رُؤَى الأَيَّـامِ كَيْ
تَسْـطَعَا
وَتَرْسُمُ
الْحُلْمَ مِنْ وَحْيِ الرَّدَى مُهْـجَةً
وَتَحْـضُنُ
الْحَرْفَ جُرْحًا يَغْتَدِي أَيْـفَعَا
تَعِيـشُهَا
وَجَـعًا لاَ يَنْـتَهِي أَبَــدًا
إِلاَّ قَصِـيدًا يُـزِينُ
جِيـدَهَا الأَفْــــــــــــــــــــرَعـَا
لَوْلاَ
النُّـبُوَّةُ كُنْتَ لِلـنَّدَى مُرْسَــلاَ
تُـهْدِي
الْوَرَى حُـجَّةً مِنْ نُطْقِهَا
أَنْصَـعَا
تَكْسُو الدُّنَا بَهْجَةً تُسْبِي خَلاَ ئِـقَهَا
سُبْـحَانَ
مَنْ أَبْدَعَ الَّذِي لَهَا
أَبْدَعَـا
تَسْتَـشْـعِرُ النَّـازِلاَتِ قَبْلَ وَقْعَتِهَا
فَتَسْتَحـِثُّ لَهَا الْـيَرَاعَ كَيْ تَـدْفَــــــــــــــعَا
تَأْسَى لَهَا إِنْ أَسَتْ تَبْكِي غَدَائِرَهَا
تَضُـمُّهَا جَائِرًا تُكَفْـكــــــــــــــــــِفُ
الأَدْ مُـعَا
مُنَافِحًا عَنْ وُجُودِهَا إِذَا أَدْبَرَتْ
تَمْتَاحُ أَمْـدَاء َهَا
تُرِيـدُهَا الأَرْفَـــــــــــــــــــــــعــَا
فَكُنْتَ لِلذَّوْدِ عَنْهَا ثَائِرًا كَالرَّدَى
تَخُوضُ مِنْ أَجْلِهَا الْبِحَارَ
وَالأصْـقُعَا
إِنْ ثُرْتَ ثَارَتْ لَهَا الأَنَامُ مِنْ شَأْوِهَا
تُعَانِقُ
الصَّهَوَاتِ تَرْتَدِي الأَدْرُعَا
وَإِنْ بَسَطْتَ يَدَيْكَ قَبَّلَتْهَا الشِّفَا
هُ تَسْتَحِثُّ الْمَزِيدَ
تَفْتَحُ الأَذْرُعَا
فَتَزْدَهِي كَالرَّبِيعِ بَاسِمًا إِنْ رَأَيْـ
ـتَهَا كَرَوْضٍ بَدَا مِنْ غَيْثِهِ أَمْرَعَا
مَنَحْتَهَا رَاضِيًا صَدْرًا وَنَفْسًا أَبِيَّـ
ـةً وَقَلْبًا شَغُوفًا لِلْعُلَى أَصْـمَعَا
مُذْ كُنْتَ تُفْصِحُ عَنْ وُجُودِهَا شَامِخًا
وَمَا تَزَالُ لِسـَانَ
حَالِـهَا الأَبْـرَعَا
يَا أُمَّةً صَاغـَهَا الإِلَهُ مـِنْ خُلْـدِهِ
لَحْنًا شَجِيًّا فَغَنَّتْ لِلْوَرَى
الأَرْوَعَا
يَـا بَسْـمَةً أَبـدِيَّةً عَلَـتْ غُرَّةَ
الزَّمَانِ فِيهَا الإِلَهُ
السِّـرَّ قَدْ أَوْدَعَا
إِنَّ الشَّذَا نَفْحَةٌ مِنْ رِيحِـهَا نُفِثَـتْ
فيِ العَالَمِينَ لَهَا الْوُجُودُ قَدْ
ضَوَّعَا
مِنْ كِـْبرِهَا رَضَعَـتْ لِبَانهَاَ أُمَـمٌ
فَعُلِّمَـتْ أَنْ لِغَيْرِ اللهِ لَنْ
تَرْكَعَا
تَهْفُو النُّفُوسُ إِلىَ أَنْدَائِهَا في صَبَا
بَـةٍ لِتَجْعَلَ مِنْ
ضِفَافِهَا مَرْتَـعَا
يَا فُسْحَةَ الشِّعْرِ لَوْلاَكِ الوُجُودُ كَئِيـ
ـبَةٌ فَضَاءَاتُهُ وَإِنْ بَدَا
أَوْسَـعَا
يَا نَبْـعَهَا المْـُتَدَفِّقَ الَّذِي فَيْـضُهُ
لِلظَّامِئِينَ مِنَ الْوُرَّادِ قَدْ أَتْـرَعَا
يَا وَاحَـةً أَرْيحـيَّةً تَعَانَقَـتِ
الدُّمُوعُ والْبَسَمَاتُ فِيكِ كَيْ
تَضْرَعَا
يَا عِشْقَهَا الأَزَلِيَّ حَرَّكَتْهُ الشُّجُو
نُ فَاغْتَدَى لِقَصِيدٍ فيِ الْهَوَى
مَطْـلَعًا
يَا قَبْضَةً أُخِذَتْ مِنْ رُوحِهَا فَتَحَوَّ
لَتْ
إِلَى كَلِـمَاتٍ تَسْحَرُ الْمَسْـمَعَا
وَيَا سِـجِلاًّ تَـلأَلأَتْ نَفَائِـسُهُ
بِهَـا دَوَاوِيـنَهَا
الزَّمَـانُ قَدْرَصَّـعَا
يَا نَبْضَهَا الأَبَدِيَّ صَـيَّرَتْكَ قَرَا
ئِـحٌ إِلىَ وَمْضَـةٍ تهِلُّ
كَيْ تَلْـمَعَا
يَا أَرْضَهَا قُدُسِـيَّةً مُبَارَكَـةً
قَـدْ كُنْـتِ لِلشِّعْرِ فيِ
عَطَائِهِ المَرْجِعَا
فَكَمْ تَبَتَّلَ فيِ محِرابِكِ الشُّـعَرَا
ءُ يَرْفَـعُونَ أَيَـادِيَ
الرَّجَــــــــــــا أَجْمَـعَا
تَهُزُّهُمْ زَفَرَاتُ الوَجْدِ صَوْبَ مَنَا
هِلِ الرُّؤَى قَاصِدِينَ فَيْـضَهَا شُرَّعَا
فَمَنْ سَقَاكِ إِذَا عَمَّ الجَفَا سَقْيَةً
أَسْقَيْـتِ ظَـمْأَتَهُ يَوْمَ
اللِّقَا أَرْبَـعَا
يَا بُلْبُلَ الدَّوْحِ لَوْلاَكَ الجَمَالُ سُدًى
فَمَنْ سِـوَاكَ لِجَعْلِ
سِـرِّهَا أَذْيَـعَا
غَـرِّدْ عَلَى فَـنَنِ الدُّنَا لِتُشْجِـيَّهَا
مِنْ غَيرْكَ الْكَوْنُ يَضْحَى خُلْدُهُ
أَضْيَعَا
لَمْلِمْ جِرَاحَكَ وَاعْتَـصِرْ نَفَائِـسَهَا
فَالمِسْـكُ يَخْرُجُ مِنْ دِمَاك َ
مُسْتَنْزَعَا
*ألقيت في مهرجان محمد العيد آل خليفة الشعري- السادس عشر في بسكرة - الجزائر - أفريل
2001م
الشريف عمر ميهوبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق