منطقٌ مقلوبٌ
لاَ تَلُمْنيِ إِنْ تَرَانيِ مُتْـعَبَا
مِنْ حَيَاةٍ قَدْ تَرَاهَا عَـجَبَا
وَأَرَاهَا لاَ تُـسَاوِي جُنْدُبَا
أَوْ تَرَاهَا حِيَن تُعْطِي مَكْسَبَا
وَأَرَاهَا مِـثْلَ جُحْرٍ خَـرِبَ
أَوْ سَرَابًا إِنْ دَنَوْنَا ذَهَـبَا
قَدْ تَرَى فيِ الشَّمْسِ دِفْئًا وُهِبَ
وَأَرَاهَا حِـينَ تَبْدُو لَـهَبَا
قَدْ تَرَى الْفَـجْرَ ضـِيَاءً قَرُبَ
وَأَرَاهُ مِثْلَ عُـمْرٍ غَـرَبَا
زُرْ بِلاَدِي تَـرَفِيهَا العَجَبَ
مَنْطِقُ الأَشْيَاءِ فِيهَا قُـلِبَا
* * *
زُرْ بِلاَدِي تَـرَفِيهَا العَـجَبَ
كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَنَا قَدْ ضُرِبَا
صَارَتِ الأَخْلاَقُ شَرًّا جُلِبَ
بَلْ هِيَ الْعَارُ عَلَيْنَا كُـتِبَا
وَالْبرَيءُ ! صَارَ فِينَا مُـذْنِبَا
وَغَدَا الطَّاهِرُ مِنَّا جُـنُبَا
وَاسْتَحَالَ الصِّدْقُ هُوَّ الْكَذِ بَ
وَالأَمِينُ ! خَائِنًا قَدْ حُسِبَا
وَالأَمِينُ ! خَائِنًا قَدْ حُسِبَا
وَالشَّرِيفُ ! عِنْدَ هُمْ مَنْ نهَبَ
وَالأَصِيلُ ! فِيهِمُ مَنْ أَذْنَبَا
* * *
زُرْ بِلاَدِي تَـرَفِيهَا العَـجَبَ
مَنْطِقُ الأَشْيَاءِ فِينَا انْقَـلَبَا
قَلَّدُونيِ إِنْ أَسَـأْتُ الأَدَبَ
بَارَكُـونيِ إِنْ رَأُونيِ قُـلَّبَا
بَارَكُـونيِ إِنْ رَأُونيِ قُـلَّبَا
هَنَّأُونيِ إِنْ رَكِبْتُ الحَـدَبَ
أَيَّـدُونيِ إِنْ رَأُونيِ مُـرْهِبَا
صَارَ مَنْ نَاحَ لَدَيْنَا أَطْرَبَ
صَارَ مَنْ أَوْجَزَ فِينَا أَطْـنَبَا
صَارَ مَنْ جَدَّ كَمَنَ قَدْ لَعِبَ
صَارَ مَنْ حَلَّ كَمَنْ قَدْ هَرِبَا.
زُرْ بِلاَدِي تَـرَفِيهَا العَـجَبَ
وَانْسَ إِنْ كُنْتَ قَرَأْتَ الْكُتُبَا
أَفَيُغْنِيكَ عَنِ الْعَـيْنِ الـنَّبَا
أَوْ يُفِيدُ السَّمْعُ مَنْ قَدْ جَرَّبَا
قَدْ يَصِيرُ الرِّيشُ يَوْمًا حَصَبَا
أَوْ يَصِيرُ الشَّوْكُ يَـوْمًا زَغَبَا
قَدْ يَصِيرُ الرَّأْسُ يَـوْمًا ذَنَبَا
أَوْ يَصِيرُ الْحَبُّ يَوْمًا قِـبَبَا
قَدْ يَصِيرُ التِّينُ يَوْمًا عِنَبَا
أَوْ يَصِيرُ الطِّينُ يَـوْمًا ذَهَبَا
لَكِنِ الحَقُّ سَيَبْقَى الأَغْلَبَ
وَإِنِ الْبَاطِلُ فِـينَا قَبْـقَبَا
الشريف عمر ميهوبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق