الخميس، 11 أكتوبر 2012

عـتـــــاب !



هرم قال .. دمع سال*

القصيدة كتبها شقيق القلب والدرب: 

                                                          الشاعرالأديب/ عزالدين ميهوبي

يا من يعاتب وجها .. هدّه الألم 
إنّي بكيت .. فتاة الحرف والقلم !
بكيت لكن .. رأيت الدمع يحملني 
أيحمل الدمع قلبا.. بات يضطرم ؟
بكيت .. ذوبني حرف .. ومزّقني 
هذا المسافر .. في عيني يبتسم ! 
بكيت والورق المجنون ينهشني..
يدي تموت.. ويدنو من فمي السقم ! 
بكيت .. هذا العتاب المر يفضحني
إنّي احترقت .. ولكن خانني الندم !
بكيت .. أنت زرعت الجرح في شفتي
وراح يذبحني - من كفك- الكلم !

بكيت .. شكرا .. وأخرى أنت تعرفها
أنا بكيت .. ولكن كيف أنتقم ؟ !
بكيت حتى حسبت الناس كلّهم..
عينا تحط ّ.. على أهدابها الديم !
بكيت حتى .. تنامت دمعتي ورما..
وصرت أضحك مما قال الهرم !
* * *
أيا شريفا !!رمي قلبي فأدماه
وجرح القلب .. فاخضلّت مراياه !
مهلا !فإنك يا خلي تعذبني 
رفقا .. فإنّ دمي ما عدت أهواه ! 
أجتر لومي .. وما زالت تؤرقني
تلك الحروف .. وضل القلب مأواه ! 
أصبت قلبي بسهم .. خلته فرحا ..
لكن بكيت .. وفي عيني نما الآه !
حملت قلبي .. وما زالت تحاصرني
هذي الحروف..وجرح كنت أخشاه ! 
سألت قلبي: لماذا الحب ؟ قال: كفى
قلت :احترقت . فقال القلب :أواه !
قلت: الذين تحب اليوم . قال: كفى
قلت: الذين تحب اليوم .. أشباه !
قال: انكسرت. فقال الشعر في وجل:.
الحب تكبر في عيني رؤياه !
قال: انتظر. قلت: الذين أحبهم
كانوا . فقال: كفى حزنا. لك الله ! 


              عتـــاب*
                                                                 كتبها: الشريف ميهوبي

يا من يعاتبني ما بيننا الرحم
والدرب والقلب والوصال والحلم
كيف العتاب ودوننا مسافة عمـ
ـر من دمانا سداها ظل يلتحم
كيف العتاب وذا الصبا يلاحقني 
أيامه ظلها ما زال يرتسم
أكل ما بيننا يهون ؟واعجبي !
فذاك أكبر مما جره القلم 
فإنما بيننا باق أيا عاذلي
ولن يزول فذا عهد وذا قسم
يبكيك مني ملامتي وأنت الذي 
تركت جرحا بقلبي كيف يلتئم
فما جنى قلمي جرما ولا ورقي
ولا كتبت ولا قلت الذي يصم
روحي لروحك توأم أيا صاحبي
والقلب للقلب صنو كيف ينفصم
وعزة الدين ما سلوت بعدكم
حينا ولا هدأت نفسي أيا علم

* * *
أيا عزيزا جفا قلبي فأضناه 
وحرك الجرح فارتجت ثناياه
صبرا على من تحبهم وصبرا على
قلب كليل تخلى عنه من تاهوا
توزعتني الهموم فاستوت عندي
كل الدروب ودربا قد مشيناه
حتى الوجوه تشابهت لنا تستوي 
كل الوجوه ووجها قد ألفناه
ما بال خلي يصر إذ يعاتبني
رفقا بحالي وأنس قد فقدناه
سألت قلبي عن الذين أحببتهم 
قال احتسبها كفاك قلت: رباه
قال: اعتبر. قلت: هل يفيد. قال: انتظر
بل استمر. قلت: ذا عهد قطعناه
أيامنا أصبحت ذكرى تحاصرها
الظنون لا تعكس الذي عرفناه 
كانت وكنّا وكانوا حين كان الصفا
واليوم لا كان من كانوا وكنّاه

هرم قال... دمع سال  للشاعر عزالدين ميهوبي
عتاب  للشريف ميهوبي
القصيدتان تبيّنان عمق العلاقة والصداقة والأخوة بين رفيقي القلب والدرب، رغم أنهما تعكسان ضجيجا من اللوم والعتاب، ولا يكون ذلك إلابين حبيبين، وقلبين كبيرين يسعان كل ذلك. وكان سبب اللوم والعتاب تأخرا في الاتصال أو المراسلة منه إلي، بحكم أنني كنت أعيش بالقاهرة وقتها أحضر لرسالة الماجستير بعيدا عن الوطن والأهل والاصدقاء. فإذا تأخر عنّي زاد من غربتي وزدت من لومي وعتابي. وما أجمل حين يتحول ذلك الشعور إلى أشعار.
 هرم ... يرمز به إلي َّ لكوني كنت أعيش- آنذاك- في بلاد الأهرامات – مصر. وهو ما يكرره في مقطوعته (يا ألمي ابتسم)
هاته القصائد الشعرية كتبت سنة 1985م.


                    يا ألمي ابتسم

                                                                  عزالدين ميهوبي

هرم يكلمني ويزرع غربة بدمي
ويحملني كعصفور المدى ..
هرم يكلمني .. 
ويكتب في يدي .. لغة..
فتحرقني الحروف
فأرتمي لأرى الصدى... 
وحدي .. ألاحق غربتي..
ويلاحق الهرم الغدا ...
أمتد في كل الذين أحبهم 
وأمد – من ألمي – اليدا ..
قال الهرم ...
قلت: الذي قلت أرتسم ..
قال: البداية من هنا ..
قلت: النهاية .. والبداية 
في فمي وعلى جبيني كالقسم ..
قال الهرم ..
قلت: انتظر.. إني ألاحق وردتين
على علم ..
قال .. البداية أن تكون ..
فقلت ..لا. أبدا ..أنا أصل البداية 
قال .. ويحك والعدم ..
قلت... البداية والنهاية رحلة 
أولى على شط العدم ...
(واصل طريقك..
واختصر درب المسافة 
واحتضن نيل الكنانة 
والهرم )..
يا أيها (المصري..) 
في شفتي القصائد أزهرت..
إنني أفتش عن قلم ..
وحدي .. أضم مواجعي.. 
وأقول .. يا ألمي ابتسم !..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق